قد يبدو استنساخ الشعر وكأنه درب من دروب الخيال، ومع ذلك لا يزال البحث جاريا في استنساخ الشعر، وهناك العديد من عيادات الشعر حول العالم التي تعمل على إجراء تجارب سريرية في مجال استنساخ الشعر. كان خبراء الشعر يعتقدون أن عملية استنساخ الشعر قد تصبح حقيقة بحلول عام 2020، ولكن هذا لم يصبح واقعا حتى الأن.
تم اقتراح استنساخ الشعر لسنوات عديدة كعلاج نهائي لتساقط الشعر. تقوم عملية نقل الشعر بنجاح في نقل الشعر من منطقة واحدة من فروة الرأس إلى مناطق الصلع، ولكنها غير قادرة على زيادة العدد الإجمالي للشعر. يعمل استنساخ الشعر في الواقع على تفكيك بعض بصيلات الشعر ويكرر هذه الخلايا في المختبر ثم يعيد إنتاجها في فروة الرأس لتجديد بصيلات الشعر المصغرة وإحداث شعر جديد تماما. وقد جربت مجموعات أخرى هذا ولكن تبين أنه عندما يتم زرع خلايا الجريبات البشرية، فإنها تفقد وظائفها بسرعة. ومع ذلك، تشير التطورات العلمية الحديثة وآخر تطورات زراعة الشعر 2019 إلى عدم إمكانية تطوير أنظمة الاستنساخ في وقتنا الحالي.
ما هي عملية استنساخ الشعر ؟
يقترح أن تكون عملية مضاعفة الشعر تسير على غرار خطوط الاستنساخ الفعلية، حيث تتم إزالة الخلايا من الشخص، ثم يتم زراعتها في بيئة معملية. بمجرد تكاثرها بشكل كاف، يتم إعادة إدخال هذه الخلايا إلى فروة الرأس حيث من المتوقع أن تتجدد. واجهت هذه الطريقة صعوبات في تطورها حيث تبين أنه لا يمكن استخراج سوى عدد قليل من الخلايا الصالحة للإنبات مع كل ساق من الشعر. علاوة على ذلك، فإن القليل من هذه الخلايا سوف تبقى على قيد الحياة بعد إعادة إدخالها في فروة الرأس مما يجعل من الصعب للغاية عليها توليد بصيلات جديدة. لذلك، يقوم فرق عديدة من الأطباء الخبراء بإجراء بحث مكثف عن طرق لتحسين هذه التقنية الجديدة واكتساب معرفة جديدة وتطور أفضل، ولكنها لا تعتبر مفيدة أو قيد العمل حتى وقتنا هذا.
كيف تعمل تقنية استنساخ الشعر؟
أولا، تتم إزالة شريحة صغيرة من الجلد والشعر من الجزء الخلفي من الرأس. هذا الشريط الصغير جدا، بحيث يتم ترك ندبة صغيرة وغير مرئية تقريبا عندما تلتئم المنطقة تماما. سيخفي شعرك الأصلي والحالي مواقع الحصاد ويعود المرضى بعد العملية الجراحية إلى الحياة الطبيعية على الفور تقريبا. لا يمكن استخدام تقنية الاقتطاف في استخراج البصيلات التي يتم وضعها في المعمل كبيئة مناسبة لعمل استنساخ الشعر، حيث يجب أن تكون البصيلة المستخرجة ملتحمة بجزء من فروة الرأس. يتم استخراج خلايا الجلد التي تسمى خلايا الحليمة التي تحتوي على تفاصيل نمو الشعر، وتزرع الآلاف من بصيلات الشعر في المختبر.
عند اكتمال هذه العملية برمتها، تتم دعوة المريض للجزء الأخير من العملية. في هذا الإجراء النهائي، يتم إعطاء المئات من الحقن وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك في فروة الرأس كل منها يحتوي على عدد من بصيلات الشعر التي هي قادرة على نمو شعر جديد، في المنطقة التي كانت في الأصل خالية من الشعر. هذه هي التقنية التي يعمل على أساسها استنساخ الشعر، وليس بالضرورة نجاحها. كل هذه المحاولات لم يصدر عنها أي نتيجة واضحة، حيث كانت مناسبة فقط في زراعة شعر الفئران فقط ولم تحقق أي نتيجة مباشرة في البشر.
تنطوي عملية استنساخ الشعر على استخراج عدد صغير من الوحدات المسامية من الرأس تحت التخدير الموضعي، في إجراء يستمر أقل من ساعة. لن يتم الكشف عن أي علامات مرئية لهذا الإجراء لأي شخص. ثم يتم شحن الوحدات المسامية إلى بنك حفظ البصيلات، ويتم حفظها بالتبريد وتخزينها حتى الحاجة ويتم فرض رسوم على الخدمات الخاصة بالحفظ.
في وقت لاحق، سيتم تجميد عدد قليل من هذه الوحدات المسامية ومعالجتها لعزل الخلايا المحددة المشاركة في إنتاج جذع الشعرة. سوف تنقسم هذه الخلايا وتتضاعف بسرعة خلال فترة 3 أسابيع. وبعد ذلك، تعاد الخلايا إلى العيادة وتحقن عن طريق الحقن الدقيقة في مناطق الصلع بفروة رأس المريض. ثم يقومون بتجديد الشعر الرقيق، مما يجعلهم ينتجون شعر أكثر سماكة ويستعيدون مظهرا أكثر شبابا. وفي النهاية، لا يمكننا الاعتماد على هذه التقنية حتى وقتنا هذا لأن الأبحاث العلمية لم تسير حول مخاطرها ومزاياها وكيفية تطبيقها بشكل قياسي على البشر.
ما أهمية عملية استنساخ الشعر ؟
حاليا، زراعة الشعر هو العلاج الأكثر تقدما لتساقط الشعر والصلع، وعلى الرغم من انها فعالة في اخفاء الصلع واستعادة خطوط الشعر وانحسارها، زراعة الشعر لديها قيدا شائع. أنه لا يؤدي إلى تكوين الشعر الجديد، غير فقط نقل بعض البصيلات من مكان لآخر. تأخذ عملية زراعة الشعر بصيلات الشعر الصحية الموجودة وتنقلها إلى أماكن على فروة الرأس تتأثر بفقدان الشعر، حيث تستمر في النمو بشكل طبيعي.
على عكس زراعة الشعر، الذي يعمل على نقل البصيلات وإعادة توزيعها، يهدف استنساخ الشعر إلى أن يصبح علاجا حقيقيا للصلع، ويولد بصيلات شعر جديدة في مناطق فروة الرأس المتأثرة بتساقط الشعر والصلع. السبب الآخر الذي يجعل استنساخ الشعر مهما هو أنه يمكن استخدامه كعلاج وقائي لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ معروف من الصلع النموذجي. سيتم تخزين بصيلات الشعر الصحية التي يتم الحصول عليها من الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من نمط الصلع النموذجي في بنوك الأنسجة المحفوظة بالتبريد للاستخدام في المستقبل، مما يعطي نظرة واعدة لأولئك الذين يعانون من مشاكل الصلع في وقت مبكر.
ولكن هناك العديد من التحديات التي تقف أمام تنفيذ عملية استنساخ الشعر في الوقت الحالي. بالإضافة إلى التحديات التشريعية المرتبطة بعملية استنساخ الشعر على سبيل المثال في القانون الفيدرالي بالولايات المتحدة يمنع أي استنساخ، هناك جوانب مختلفة من استنساخ الشعر التي لا تزال تتطلب المزيد من البحوث والتجارب السريرية.
بعض الخطوات التي يتطلبها استنساخ الشعر معروفة بالفعل وتم البحث عنها على نطاق واسع، ومع ذلك لا تزال هناك حاجة للبحث لتحديد ما هي أفضل العلامات في قياس مدى نمو بصيلات الشعر الجديدة، وأفضل نظام لمضاعفة الخلايا في المعمل والحفاظ على صلاحيتها، وكذلك الخلايا التي أدخلت في فروة الرأس لتجديد بصيلات الشعر.
ولكن لا أحد يعلم بالضبط متى سيمكن الاعتماد على عملية استنساخ الشعر في بيئة العمل الطبية. لقد بدأت بالفعل عدة تجارب سريرية، وعلى الرغم من أن استنساخ الشعر ليس حقيقة بعيدة، إلا أن الأمر سيستغرق بضع سنوات قبل أن يصبح استنساخ الشعر علاجا لتساقط الشعر متاحا لأي شخص يعاني من تساقط الشعر.
في عام 2017، بدأت عيادات الشعر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسنغافورة تعاونا لتطوير مفهوم لاستنساخ الشعر من شأنه أن يوفر علاجا حقيقيا للصلع والمشاكل الأخرى المرتبطة بتساقط الشعر. يعتقد أنصار هذا المفهوم أن استنساخ الشعر سيصبح متاحا للمرضى بحلول عام 2020، ولكن هذا يعتبر بعيدا تماما عن هذا الوقت. ويبقى أن نرى ما إذا كانت عيادات الشعر ستبدأ في تقديم استنساخ الشعر كخدمة في عام 2020 وهو ما أصبح بالفعل مستحيلا. هناك شيء واحد مؤكد، إجراء عملية زراعة الشعر لا يزال هو الإجراء الأكثر شعبية ونجاحا وهو الإجراء الدائم الوحيد لعلاج تساقط الشعر.
Discussion about this post